المقدمة:
هل لاحظتِ اضطراب الدورة الشهرية، وظهر شعر كثيف في أنحاء مختلفة من جسمك، وملأ حب الشباب وجهك! قد تكونين مررتِ بتلك الأعراض أو سمعتِ صديقتك تشكو لكِ حدوث هذه الأعراض، وللأسف الشديد قد تسعى بعض الفتيات إلى البحث عن علاج هذه الأعراض باستخدام الليزر مثلا لإزالة الشعر أو علاج حب الشباب، دون البحث عن السبب، الذي قد يكون متلازمة تكيس المبايض!
دعونا نوضح لكم ما هذه المتلازمة وهل هي نفسها تكيسات المبايض، وكيف يمكن علاجها وأهم طرق الوقاية، فكونوا معنا وهيا نبدأ.
الموضوع:
ما متلازمة تكيس المبايض؟
تُعرف أيضًا بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات ((Polycystic ovary syndrome (PCOS)، وهي أشهر الاضطرابات الهرمونية التي تصيب السيدات في عمر الإنجاب، وأحد أهم أسباب اضطرابات الدورة الشهرية.
وتتميز متلازمة التكيس هذه بوجود أكياس مملوءة بالماء على الحافة الخارجية للمبيض، وإليها يرجع تسميتها بالتكيسات، وقد تحتوي هذه التكيسات على بويضات غير ناضجة، ولذا لا تستطيع إطلاق بويضات بانتظام فيحدث عدم انتظام الدورة الشهرية.
ما هو الفرق بين تكيس المبايض ومتلازمة تكيس المبايض؟
عادة ما تتداخل متلازمة المبيض متعدد التكيسات مع تكيس المبايض، مع أن الفارق بينهما كبير، إذ يُعد تكيس المبايض أكثر شيوعًا وأقل خطورة.
يكون السبب الرئيس في متلازمة التكيس هو الاضطرابات الهرمونية، وتختلف عن تكيس المبايض الذي يتميز بوجود جريبات عديدة دون حدوث أي خلل هرموني، وقد لا يصاحبه أعراض كأعراض متلازمة تكيس المبايض، وعادة ما يُكتشف عن طريق الصدفة.
لا يمنع تكيس المبايض عادة حدوث الحمل، على عكس متلازمة التكيس التي تؤثر في التبويض وتقلل من فرص حدوث الحمل.
أسباب متلازمة تكيس المبايض
للأسف الشديد قد تكون أسباب متلازمة المبيض متعدد التكيسات غير معروفة حتى الآن، ولكن هناك عدة نظريات قد تكون هي التفسيرات الأقرب لحدوث متلازمة التكيس، وهي:
- مقاومة الإنسولين
عندما تحدث مقاومة الخلايا للإنسولين؛ يرد الجسم بإنتاج كميات أكثر من الإنسولين، الذي يحفز خروج كميات كبيرة من هرمون الذكورة (التيستوستيرون) من المبيضين، والذي يعيق نضج الجريبات، فيتوقف خروج بويضات ناضجة، ويتأثر التبويض.
- الاضطرابات الهرمونية
تعاني السيدات المصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات اضطرابات هرمونية غير معلومة السبب، وتشمل ما يلي:
- ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون.
- ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH) والمسؤول عن تحفيز الإباضة.
- انخفاض مستويات الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (Sex hormone-binding globulin)، والذي يرتبط بهرمون التستوستيرون ويقلل من تأثيره.
- ارتفاع مستويات هرمون الحليب المسؤول عن تحفيز الغدد اللبنية لإنتاج الحليب في أثناء الحمل.
- الجينات
لقد وجد أن متلازمة المبيض متعدد التكيسات تصيب عائلات معينة، مما يدل على أن هناك عاملًا وراثيًا جينيًا يزيد من فرص الإصابة.
عوامل خطر متلازمة تكيس المبايض
قد يرجع حدوث بمتلازمة التكيس إلى وجود بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة، مثل:
- أسلوب الحياة والنظام الغذائي.
- السمنة.
- اختلال الميكروبيوم (Dysbiosis)، أي اختلال توازن البكتيريا والكائنات الدقيقة الموجودة في الجسم.
- الجينات.
- الملوثات البيئية.
قد تسهم العوامل السابقة في زيادة إفراز الأندروجينات (الهرمونات الجنسية)، ومقاومة الإنسولين وتوقف نمو الجريبات، مما يتسبب في ظهور أعراض متلازمة تكيس المبايض التي نوضحها في السطور القادمة.
ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض؟
قد تختلف أعراض متلازمة تكيس المبايض؛ لذا يعتمد التشخيص على ظهور اثنين من الآتي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنكم الرجوع لمقال علاج اضطرابات الدورة الشهرية لمعرفة متى تكون الدورة غير منتظمة وطرق العلاج.
- فرط إفراز الأندروجينات، التي تسبب ظهور شعر كثيف في الوجه والجسم، والصلع الوراثي وحب الشباب وكلها تُعد من أشهر أعراض متلازمة تكيس المبايض.
- كبر حجم المبيضين بسبب تكون جريبات تحتوي بويضات غير ناضجة.
وللأسف الشديد تزداد علامات وأعراض متلازمة تكيس المبايض مع الأشخاص الذين يعانون السمنة. والآن نوضح كيف تُشخص متلازمة التكيس هذه وما علاجها؟
تشخيص متلازمة تكيس المبايض
لتشخيص متلازمة المبيض متعدد التكيسات يلزم وجود اثنين من الأعراض المذكورة سابقًا، ويمكن من خلال عيادة النساء والولادة إجراء الفحص الطبي للتأكد من وجود الأعراض وتحليل الهرمونات، مثل: الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)، والهرمون المنشط للحويصلة (FSH)، للتأكد من حالة التبويض، مع إجراء سونار على الحوض.
وقد يطلب الطبيب فحوصات أخرى، مثل: تحاليل الكوليسترول وسكر الدم ووظائف الغدة الدرقية؛ لاستبعاد الحالات التي قد تتشابه مع متلازمة المبيض متعدد التكيسات.
علاج متلازمة تكيس المبايض
يختلف علاج متلازمة التكيس باختلاف الأعراض؛ وإذا كنتِ تخططين للحمل أم لا؛ فإذا كنتِ تخططين للحمل فيشمل العلاج ما يلي:
- أدوية تحفيز التبويض، مثل:
- كلوميفين (Clomiphene)، وليتروزول (Letrozole)، وتؤخذ بالفم.
- حقن الجونادوتروبين (Gonadotropins).
- قد تساعد الجراحة وإزالة الأنسجة المتسببة في فرط إفراز الأندروجينات في العلاج، ولكنها ليست من الطرق العلاجية المفضلة.
- وأخيرًا، إذا لم يجدِ العلاج الدوائي نفعًا، فقد يكون التلقيح الصناعي المعروف بأطفال الأنابيب ((in vitro fertilisation (IVF) هو الحل الأمثل لعلاج تأخر الحمل، وفيه تُخصب البويضة بالحيوان المنوي خارج الرحم، ثم تزرع في الرحم.
أما إذا كنتِ لا تخططين للحمل، فيختلف علاج متلازمة المبيض متعدد التكيسات، ليشمل ما يلي:
- وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل: أقراص منع الحمل أو اللصقات، أو الحلقات المهبلية أو اللولب الرحمي الهرموني؛ إذ تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض، وتتوفر جميعها في عيادة النساء والتوليد داخل مجمع رها الطبي.
- الميتفورمين، لتحسين حساسية الخلايا للإنسولين، ومن ثم تقليل انتاج التيستوستيرون من المبيض بكميات كبيرة.
- إجراء تغييرات في أسلوب الحياة وخسارة الوزن.
مضاعفات متلازمة المبايض متعددة التكيسات
للأسف الشديد قد تتسبب متلازمة التكيس في زيادة خطر الإصابة بالأمراض الآتية:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- اضطرابات النوم.
- القلق والاكتئاب.
- فرط تنسج بطانة الرحم (Endometrial hyperplasia).
- سرطان بطانة الرحم (Endometrial cancer).
الخاتمة:
وفي الختام، قد تكون متلازمة تكيس المبايض، لا علاج لها، ولكن يمكن تخفيف أعراضها والتعايش معها. ومتى لاحظتِ اضطراب الدورة الشهرية لديك، أو كنتِ تحاولين الحمل لمدة طويلة ولم يحدث، فيجب مراجعة أفضل طبيبة نساء وولادة بالرياض، لتشخيص متلازمة التكيس مبكرًا والبدء في العلاج، ومن ثم تجنب المضاعفات المصاحبة له.
المصادر: