المقدمة:
هل لاحظت أن طفلك كثير البكاء ويرفض تناول الطعام تمامًا؟ وبدأت تتساءل: كيف أعرف أن ابني عنده التهاب حلق؟ وما أفضل الطرق للتعامل معه؟
في الواقع، لا يعتمد علاج التهاب الحلق للاطفال على تسكين الأعراض فقط، بل يبدأ بفهم السبب بدقة. لهذا، نأخذك في هذا المقال في جولة طبية شاملة نُجيب فيها عن: ما هو التهاب الحلق عند الأطفال؟ وما أسبابه وأعراضه؟ متى يكون العلاج منزليًا فقط؟ ومتى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟ ومتى يُستخدم المضاد الحيوي؟ ونختم بكيفية مساهمة مجمع "رها" في التشخيص واختيار العلاج الأمثل. فتابع القراءة، وهيا نبدأ.
الموضوع:
ما هو التهاب الحلق عند الأطفال؟
يُعرف التهاب الحلق عند الأطفال علميًا بالتهاب البلعوم عند الأطفال (Pharyngitis)، ويشير إلى احمرار وتورم وألم في منطقة البلعوم، بينما يشير التهاب اللوز عند الأطفال (Tonsilitis) إلى التهاب الكتلتين النسيجيتين على جانبي الحلق، المعروفتين باللوزتين وهما جزء من جهاز المناعة.
قد يحدث الالتهاب في البلعوم فقط، أو في اللوزتين فقط، أو كليهما معًا فيما يُعرف بالتهاب البلعوم واللوزتين (Pharyngotonsillitis).
لا بد من معرفة الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري، إذ يختلف العلاج والمضاعفات؛ لذا ننتقل الآن إلى الفقرة التالية لمعرفة أسباب التهاب الحلق عند الأطفال.
أسباب التهاب الحلق عند الأطفال
تتنوع أسباب التهاب الحلق عند الأطفال، وتُعد العدوى الفيروسية أكثرها شيوعًا مثل الفيروسات الموسمية، وهناك أسباب أخرى، منها ما يلي:
- العدوى البكتيرية مثل المكورة العقدية (Streptococcus) التي تسبب التهاب الحلق البكتيري (التهاب اللوزتين).
- الفطريات، مثل الفطريات المسببة لعدوى الخميرة.
- التحسس أو التهيج من الدخان أو الهواء الملوث.
- ارتجاع المريء في بعض الحالات حين تصعد أحماض المعدة نحو الحلق.
لماذا الأطفال أكثر عرضة للإصابة؟
دائمًا ما يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق واللوزتين وغيرها من أنواع العدوى بسبب سهولة انتقال العدوى سواء كانت فيروسية أو بكتيرية عن طريق المخالطة المباشرة؛ فالأماكن المزدحمة، مثل: المدارس والحضانات ترفع احتمالية العدوى، ولا سيما في فصل الشتاء؛ مما يجعل الوقاية والتوعية أمرًا ضروريًا في هذه الفئة العمرية.
والآن دعونا نكتشف في الفقرة التالية كيف يمكننا التعرّف على التهاب الحلق مبكرًا؟
أعراض التهاب الحلق الشائعة عند الأطفال
تتفاوت أعراض التهاب الحلق واللوزتين بين الأطفال، ومن أهمها ما يلي:
- ألم عند البلع أو صعوبة البلع بشكل ملحوظ.
- احمرار الحلق أو اللوزتين، ويُلاحظ أحيانًا وجود إفرازات بيضاء.
- ارتفاع درجة الحرارة أو ما يُعرف بالحمى عند الأطفال.
- بحة الصوت وتغير نبرة الطفل.
- سيلان الأنف أو السعال المصاحب في بعض الحالات الفيروسية.
- فقدان الشهية.
- البكاء المتكرر بسبب الانزعاج العام.
- الشعور بالإرهاق.
- ألم بالبطن.
- ألم بالأذن.
بعدما عرفت أن طفلك قد يكون مصابًا بالتهاب الحلق أو اللوزتين، تُرى ما أفضل علاج لالتهاب الحلق عند الأطفال؟ وهل يحتاج التهاب الحلق لمضاد حيوي؟ تابعونا في الفقرة التالية لتتعرفوا إلى طرق علاج التهاب الحلق للاطفال.
طرق علاج التهاب الحلق للاطفال
يعتمد علاج احتقان الحلق للأطفال على السبب، وشدة الأعراض، وعمر الطفل؛ ففي الحالات الخفيفة، يمكن أن يكون العلاج منزليًا فقط، أما إن كان السبب بكتيريًّا، مثل التهاب اللوز عند الأطفال الناتج عن بكتيريا المكورة العقدية، فهنا يلزم استخدام مضاد حيوي للأطفال بعد التأكد بالتشخيص.
متى يكون العلاج منزليًا فقط؟
يمكن علاج التهاب الحلق للاطفال منزليًا في الحالات الآتية:
- إذا كان السبب فيروسيًا، ولا يوجد حرارة مرتفعة أو صعوبة في التنفس.
- عند غياب علامات الالتهاب البكتيري، مثل الإفرازات البيضاء على اللوزتين أو تضخم الغدد الليمفاوية.
- في حال عدم وجود مضاعفات، مثل: صعوبة البلع وفقدان الشهية التام أو الجفاف.
ويشمل علاج التهاب الحلق للاطفال منزليًا ما يلي:
- استخدام خافضات الحرارة ومضادات الالتهاب، مثل: باراسيتامول أو إيبوبروفين بجرعات يحددها الطبيب وفقًا لوزن الطفل؛ لتخفيف الألم والحرارة.
- الراحة التامة والنوم الكافي يسرّعان التعافي.
- تناول السوائل الدافئة والأطعمة اللينة، مثل: الجيلاتين والمثلجات.
- المضمضة بالماء والملح للأطفال بداية من عمر 6 سنوات.
متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟
يجب التوجه إلى عيادة الطوارئ أو عيادة الأنف والأذن والحنجرة على الفور إذا لاحظت العلامات التالية على طفلك:
- استمرار ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 48 ساعة.
- وجود صعوبة في التنفس أو البلع.
- القيء المتكرر أو آلام البطن المستمرة.
متى يُستخدم المضاد الحيوي؟
يمكن بدء العلاج بالمضاد الحيوي للأطفال إذا ثبت وجود عدوى بكتيرية بالتحليل، أو في حال الاشتباه القوي، ثم يمكن إيقاف المضاد الحيوي إذا استُبعدت العدوى بالتحليل.
يُعد البنسلين ومشتقاته، مثل: الأمبيسيلين والأموكسيسيلين الخيار الأول لعلاج التهاب الحلق البكتيري من نوع المكورات العقدية المجموعة أ (Group A streptococcal).
الآن، دعونا نكتشف كيف يمكن لمركز طبي متميز أن يسهم في تسريع التشخيص والعلاج؟ إليك الإجابة في الفقرة التالية.
كيف يساعد مجمع "رها" في علاج التهاب الحلق؟
إليك مراحل رحلة علاج التهاب الحلق للاطفال في مجمع رها الطبي:
- التقييم الشامل من خلال طبيب أطفال مختص، ويشمل فحص الحلق واللوزتين، وقياس الحرارة، ومراجعة الأعراض والتاريخ المرضي.
- اختبار العقديات السريع (Rapid strep test) إذا لزم الأمر؛ لتشخيص دقيق.
- وصف علاج آمن حسب العمر، سواء كان علاجًا داعمًا للتخفيف من الأعراض أو مضاد حيوي للأطفال عند الحاجة.
- متابعة الحالة حتى الشفاء الكامل، مع نصائح تغذوية ومتابعة تطورات الحالة.
وفي الحالات الطارئة، تستقبلكم عيادة الطوارئ على مدار 24 ساعة بأحدث الأجهزة ونخبة من الأطباء المتخصصين.
الخاتمة:
وختامًا يبقى علاج التهاب الحلق للاطفال خطوة ضرورية تتطلب معرفة السبب؛ فالحالات الفيروسية تُعالج بالمنزل، بينما تحتاج العدوى البكتيرية إلى مضاد حيوي مناسب بعد استشارة الطبيب. ولأن الاستخدام غير المبرر للمضادات قد يضر أكثر مما ينفع، ننصحك بحجز استشارة لدى عيادة طب الاطفال وحديثي الولادة في مجمع عيادات رها لتقييم الحالة بدقة واختيار العلاج الأمثل، حفاظًا على صحة طفلك وسلامته.
المصادر: