/>

تعفن الدم وكيفية الوقاية منه

تعفن الدم

تعفن الدم وكيفية الوقاية منه

 

هل سمعت يومًا عن تعفن الدم ( sepsis) أو تسمم الدم (septicemia)؟

 

وهل سألت نفسك ما الفرق بينهما، وما مدى خطورة كل مرض؟

 

إذا كانت الإجابة بنعم، فهيا نتجول بين سطور هذا المقال؛ لنتعرف على كل ما يخص تعفن الدم.

 

الفرق بين تسمم الدم وتعفن الدم

 

تعرف عدوي تسمم الدم بأنها انتقال عدوى بكتيرية خطيرة إلى مجرى الدم، من أماكن أخرى في الجسم مصابة بالعدوى.

 

أما تعفن الدم ويسمى أيضًا إنتان الدم فهو رد فعل قوي للجهاز المناعي نتيجة تسمم الدم، فيرسل مواد كيميائية تسبب الالتهاب في جميع أجزاء الجسم؛ بهدف القضاء على الميكروب، ولتنذر الجسم بالخطر.

 

ترجع خطورة هذه الالتهابات إلى تكوين جلطات دموية مما يعوق وصول الأكسجين والغذاء إلى الأعضاء ويسبب تلفها.

 

ويصنف إنتان الدم إلى ثلاث مراحل

مراحل إنتان الدم 

●إنتان الدم sepsis

هو رد فعل قوي  للجهاز المناعي على العدوى 

●إنتان الدم الشديد severe sepsis 

يحدث عندما تتدهور الحالة وينتشر  الالتهاب، مما يسبب  خلل في وظائف الجسم، فيؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

●الصدمة الإنتانية septic shock 

هي المرحلة الأخيرة حيث ينخفض ضغط الدم بشدة ولايستجيب للعلاج، وتتلف أعضاء الجسم.

 

ولتسمم الدم وتعفنة أسباب عديدة نسردها في السطور القادمة 

أسباب إنتان الدم 

يحدث تعفن الدم نتيجة انتقال العدوى  سواء كانت بكتيرية أو فطرية أو فيروسية أو طفيلية من أي مكان بالجسم أو خارجه إلى مجرى الدم فيسبب تسمما بالدم، وإذا ترك دون علاج يسبب إنتان الدم ثم الصدمة الإنتانية.

ومن الجدير بالذكر، أن العدوى البكتيرية هي الأكثر شيوعًا في حدوث تسمم الدم  

 

ولكي تحمي نفسك من العدوى، يجب عليك معرفة الحالات التي يحدث فيها انتقال العدوى إلى مجرى الدم.

الحالات التي يمكن أن تسبب تسمم الدم 

الحالات التي يمكن أن تسبب تسمم الدم

  • خراريج الأسنان
  • العمليات الجراحية نتيجة عدم تعقيم الأدوات والإبرالجراحية
  • مضاعفات عدوى الكلى 
  • الالتهاب الرئوي.  
  • الجروح خاصة العميقة، وتقرحات الجلد
  • قرح الفراش.
  • الحروق. 
  • عدوى المسالك البولية 
  • عدوى في الجهاز الهضمي مثال التهاب الزائدة الدودية أو المرارة أو التهاب الصفاق أو التهاب الكبد، وغيرها.
  • وجود التهاب في المخ مثل الالتهاب السحائي أو التهاب في النخاع الشوكي. 
  • التهاب النسيج الخلوي.
  • عدوى منقولة من القسطرة البولية.
  • عدوى منقولة عن طريق تركيب الجهاز الوريدي.

 

ومن الجدير بالذكر، في كثير من الأحيان يتغلب جسمك على الجراثيم  في البداية قبل نموها وسرعة انتشارها، وبالتالي لا تتحول الحالة إلى تسمم الدم. 

 

وبعدما تعرفنا على أسباب تسمم الدم وتعفنه  علينا معرفة من هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بتعفن الدم 

 

الفئات الأكثرعرضة للإصابة بتعفن الدم 

يعد أي شخص مصابًا بعدوى معرضًا للإصابة بإنتان الدم، ولكن هناك فئة بعينها تعد أكثرعرضة للإصابة مثل:

 

  • كبار السن من ٦٥ عاما فأكثر.
  • النساء الحوامل.
  • ذوي الأمراض المزمنة مثل الضغط وداء السكري، وأمراض الرئة والأورام السرطانية، وأمراض الكلى وغيرها.
  • المرضى ذوي المناعة الضعيفة. 
  • المتعافين من إنتان الدم سابقًا.
  • المرضى المقيمون بالمستشفى 
  • مرضى العناية المركزة في المستشفيات.
  • من أجرى عملية جراحية. 
  • الأطفال أقل من سنة.

 

عزيزي القارئ، في حال تعرضت لعدوى أو لإجراء من شأنه أن يزيد من خطر إصابتك بعدوى تعفن الدم، فيجب عليك معرفة الأعراض التي تدل على تسمم الدم وتعفنه، للكشف المبكر وتجنب المضاعفات.

 

كيف تعرف أنك مصاب بتعفن الدم 

 

انتبه، هناك علامات تحذيرية تشير إلى إصابتك بالمرض وهي كالآتي:

الأعراض المبكرة لعدوى تعفن الدم 

 

  • هبوط ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب.
  • الارتباك وعدم الاتزان.
  • الشعور بالألم الشديد.
  • ارتفاع درجة الحرارة أعلى من 38°، أو إنخفاضها أقل من 36°
  • الشعور بالرعشة والبرودة.
  •  الإحساس بضيق التنفس.
  • التعرق.
  • ارتفاع أو انخفاض خلايا الدم البيضاء عن المعدل الطبيعي.

 

في حال إصابتك بعرضين على الأقل من تلك الأعراض يجب التوجه فورًا إلى الطبيب.

 

الأعراض الشديدة لتعفن الدم

تحدث الأعراض الشديدة في حال تلف عضو من الأعضاء الجسم ، وتشمل هذه الأعراض:

 

  • شحوب لون الجلد خاصة على راحة اليدين وباطن القدمين 
  • الإعياء والتعب الشديد.
  • فقدان الوعي
  • الارتباك وتشويش التفكير.
  • طفح جلدي لا يختفي.
  • النهجان أو صعوبة التنفس 
  • قلة التبول.
  • نقص الصفائح في الدم.
  • اضطرابات في وظائف القلب.
  • القشعريرة بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم.

 

مع تدهور الحالة يتحول إنتان الدم إلى الصدمة الانتانية ( septic shock) وهي المرحلة الثالثة من تعفن الدم، وتتميز بانخفاض شديد في ضغط الدم بالرغم من العلاج بالمحاليل الوريدية،

 

وتظهر فيه الأعراض الآتية  

 

أعراض الصدمة الإنتانية

أعراض الصدمة الإنتانية 

  • هبوط شديد في ضغط الدم غير مستجيب للعلاج.
  • الدوخة والدوار.
  • توقف البول أو تقل كميته بشدة.
  • خفقان القلب .
  • برودة الأطراف 
  • ظهور طفح جلدي .

 

وتعد مرحلة الصدمة الإنتانية مرحلة مهددة للحياة، وتتطلب الاتصال بالطوارئ فورا لإنقاذ حياتك .

 

تشخيص تعفن الدم

 

لا توجد اختبارات محددة لتشخيص تعفن الدم ولكن يستند الطبيب إلى الفحص البدني ومجموعة من الفحوصات المخبرية والطبية لتحديد نوع العدوى وتشخيص إنتان الدم 

 

ومن هذه الفحوصات 

أولًا  فحوصات الدم 

مثل 

  • صورة دم كاملة (CBC)

لمعرفة عدد خلايا الدم البيضاء 

فإذا زادت عن 12000 خلية في كل ميكروليتر 

أو نقصت عن 4000 خلية لكل ميكروليتر قد تشير إلى حدوث تسمم الدم 

  • اختبار وظائف الكلى والكبد 
  • تحليل الاملاح والمعادن
  • عمل مزرعة للدم والبول والبلغم وأي صديد بالجسم لتحديد نوع العدوى 
  • قياس مستوى تشبع الدم بالأكسجين 

 

علاوة إلى ذلك،  في حال اشتباه الطبيب في حدوث تسمم الدم، يستند إلى معاييرتسمم الدم وتعفنه ، وهي أداة لتقييم الفشل العضوي التسلسلي السريع ( qSOFA) 

 

ثانيا: تقييم إنتان الدم

  • انخفاض ضغط الدم بحيث يكون ضغط الدم الانقباضي ( الرقم العلوي ) أقل من 100 mm/Hg.
  • ارتفاع معدل التنفس بمعدل يزيد عن ٢٢ نفسا بالدقيقة .
  •  استخدام مقياس غلاسكو للغيبوبة GCS، لقياس مستوى الوعي

 

 فإذا كانت درجة مقياس غلاسكو ١٥ أو أقل، ولديك إصابة بالعدوى سواء كانت  مؤكدة أو محتملة،  ولديك إثنين على الأقل من العوامل السابقة،  فأنت مصابا بتعفن الدم.

بالإضافة إلى ذلك، يوصي الطبيب بعمل فحوصات التصوير لتأكيد التشخيص مثل:

ثالثا: فحوصات التصوير

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.
  • تصوير البطن والحوض بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير بالأشعة المقطعية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي 

 

بعد تحقق الطبيب من تشخيص تعفن الدم يبدأ بالعلاج فورًا لمنع تدهور الحالة.

علاج تعفن الدم 

يعد الكشف المبكر عن تسمم الدم وعلاجه أمرًا ضروريًا؛ لمنع تحوله إلى إنتان الدم ثم الصدمة الإنتانية المهددة للحياة.

 

كما يعتمد العلاج على نتائج الفحوصات وتشخيص الطبيب للحالة ومدي استجابتها للعلاج، وهو كالتالي:

 

  • يصف الطبيب المضادات الحيوية وتعطى عن طريق الوريد.
  • يعمل على تصريف الصديد من مكان العدوى مثل الخراريج.
  • يعطي السوائل الوريدية لضبط مستوى أملاح الدم، وإعادة ترطيب الجسم.
  • العلاج بالأكسجين لعلاج صعوبة التنفس.
  • يعطى دواء لرفع ضغط الدم في حال عدم الاستجابة للسوائل الوريدية.
  • يعطى الأنسولين للسيطرة على مستوى السكر بالدم.
  • قد يتطلب الأمر تركيب جهاز التنفس.
  • عمل غسيل كلوي لعلاج الفشل الكلوي الحاد نتيجة التأثير على الكلى.

علاوة على ذلك، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة التالفة أو تصريف الخراج أو إزالة القسطرة أو  أي أجهزة طبية أوتغييرها.

 

جدير بالذكر، يتطلب علاج تعفن الدم التواجد في وحدة العناية المركزة بالمستشفى؛ لضبط ضغط الدم والمحافظة على وظائف الجسم.

كما قد يستغرق العلاج وقتًا يختلف باختلاف الحالة 

متى يتعافى المريض من تعفن الدم؟

تختلف المدة التي يستغرقها المريض ليتماثل للشفاء التام بعد الانتهاء من العلاج،  حسب الحالة الصحية للمريض، ونوع ومرحلة إنتان الدم  

إذا كان تسمم الدم بسيطًا وفي بدايته، ربما يحتاج المريض من 3 - 10 أيام ليتعافى بعد الانتهاء من العلاج.

أما إذا كان تعفن الدم شديدًا غالبا ما تزيد فترة التعافي لتصل إلى 18 شهرًا في بعض الحالات.

نصائح لتعجيل الشفاء من تعفن الدم

إليك عزيزي القارئ أهم النصائح لتعجيل التعافي بعد العلاج:

 

  • اتبع تعليمات الطبيب بكل دقة.
  • التزم  بمواعيد الأدوية والمحاليل الوريدية. 
  • اتبع كافة سبل التعقيم وتطهير أي أدوات مستخدمة مثل القسطرة او الجهاز الوريدي.
  • تحقق من تعقيم الجروح السطحية والعميقة والتغييرعليها يوميا.
  • أقلع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي.
  • استرح ونام  جيدا.
  • لا تتعب حالك ولا تبذل مجهودا أكبرمن قدراتك.
  • اكثر من شرب الماء والسوائل.
  • تناول غذاء صحيًا متوازن.
  • سيطر على داء  السكري والضغط.
  • تفاعل مع أسرتك وأحبابك لتجنب الشعور بالوحدة والاكتئاب.

 

يساعدك التزامك بالنصائح السابقة على تعجيل التعافي وعدم التقاط عدوى جديدة.

 

وإذا كان يصعب عليك تنفيذ هذه التعليمات بمفردك،  يمكنك الاستعانة بمقدمي الرعاية الطبية المنزلية فلديهم ممرضات محترفات ومدربات على التعامل مع الحالات الحرجة والجروح بكفاءة عالية. 

 

مضاعفات تعفن الدم 

يؤدي تعفن الدم إذا ترك دون علاج إلى حدوث الصدمة الإنتانية والتي تسبب مضاعفات خطيرة مثل:

 

  • الفشل الكلوي.
  • تلف دائم بالرئة والمخ والقلب.
  • الإصابة بغرغرينا في الأطراف.
  • زيادة فرص الإصابة بعدوى مستقبلية.
  • تهدد الحياة بنسبة ٣٠- ٤٠% 

 

علاوة على ذلك، ربما يعاني البعض متلازمة ما بعد تعفن الدم، وهي تأثيرات طويلة الأمد ربما تستمر لسنوات طويلة بعد الإصابة.

 

تتضمن أعراض متلازمة ما بعد تعفن الدم 

  • تلف دائم بأي عضو.
  • قلة النوم
  • القلق
  • الاكتئاب 
  • ألم في المفاصل والعضلات 
  • نقص الكتلة العضلية.
  • صعوبة التركيز.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب 

 

كيفية الوقاية من المرض

 

من أهم سبل الوقاية: 

 

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • السيطرة على جميع الأمراض المزمنة لديك مثل الضغط والسكر.
  • إدراك العلامات المبكرة للعدوى 
  • الوعي بالعلامات المبكرة لتسمم الدم
  • المواظبة على مواعيد التطعيمات الموسمية، مثل تطعيم الالتهاب الرئوي، والإنفلونزا، والأمراض المعدية.
  • تعلم كيفية العناية بالجروح، والطريقة المثلى للتعامل مع الغرز.
  • الاستعانة بمقدمي الخدمة التمريضية المنزلية لرعاية الجروح، إذ لديهم الخبرة عن كيفية العناية الصحيحة بها.
  • بمجرد ملاحظة الأعراض، اتصل بالطبيب فورًا، ولا تتردد؛ للكشف المبكر عن المرض.

 

وفي النهاية، تذكر حينما نتحدث عن تعفن الدم ، فإن مرور كل دقيقة بمثابة لحظة فارقة في عمرك، فلا تستهين بالأمر.

 

المصادر

https://www.healthline.com/health/sepsis

 

https://www.cdc.gov/sepsis/what-is-sepsis.html

 

الأسئلة الشائعة

لا يوجد تحليل بعينه يجزم بوجود تعفن بالدم، لكن يجمع الطبيب بين الفحص البدني والأعراض التي يعاني منها المريض ونتائج  بعض الفحوصات ليجزم بأن هناك تعفن بالدم ومن هذه الفحوصات:  فحوصات تعداد الدم الكامل CBC، وقياس حمض اللاكتيك والتي ينتج من الأعضاء عندما تقل نسبة الأكسجين بالدم ، وقياس بروتين سي التفاعلي CRP والذي ينتجه الجسم في حال وجود التهاب، وكذلك  مزرعة الدم لتحديد نوع الميكروب، وقياس زمن البروثرومبين PTT إذ  تشير زيادته الى أن دمك لا يتخثر، كما يشير النقص الشديد في الصفائح الدموية الى تكون جلطات صغيرة غير ظاهرة في الأوعية الدموية الدقيقة وهي علامة على حدوث تعفن الدم. أما اختبار d- dimer يشير ارتفاعه إلى تكوين جلطة دموية كبيرة أو تكوين العديد من الجلطات الصغيرة مما يدل على تعفن الدم.

نعم، يعد مرض تعفن الدم حالة طارئة تستدعي التدخل فورًا والتوجه لعيادة الطوارئ، حتي لا تسبب تلفا دائما لأعضاء الجسم، وأحيانا الموت.

لا، فهما مختلفان تمامًا حيث يحدث تعفن الدم نتيجة رد الفعل  القوي للجهاز المناعي لانتقال ميكروب لمجري الدم وتكاثره مسببًا التهاباً في جميع أجزاء الجسم. سرطان الدم يحدث نتيجة طفرة جينية في خلايا الدم، ونمو غير طبيعي لها مثل خلايا النخاع العظمي، مما  يعيق الدم على القيام بوظائفه

لا، تعفن الدم غير معدي ولكن العدوى المسببة له معدية حينما يصاب به المريض.

نعم يمكن الشفاء من تسمم الدم خاصة إذ تم اكتشافه مبكرا والبدء في علاجه. بالرغم من ذلك فهو يحتاج بعض الوقت لتمام التعافي إذ ربما يعاني المرء من أعراضه لعدة شهور أو سنين. كما قد يعاني من أعراض مابعد الصدمة والاكتئاب والشعور بالتعب والإرهاق والأرق وغيرها من الأعراض