تعريف الصداع وأهميته الطبية
الصداع هو ألم في أي منطقة من الرأس أو أعلى الرقبة ويمكن أن يتراوح هذا الألم في شدته وموقعه وتكراره. يعتبر الصداع من أكثر الشكاوى الطبية شيوعا حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم ويمثل عبئا كبيرا على الفرد والمجتمع نتيجة تأثيره على جودة الحياة والإنتاجية. علاوة على ذلك فإن فهم أنواع الصداع المختلفة وأسبابها أمر بالغ الأهمية لتشخيصها وعلاجها بفعالية (2).
تصنيف الصداع إلى أولي وثانوي
بصفة عامة يصنف الأطباء أنواع الصداع إلى فئتين رئيسيتين الأولى هي الصداع الأولي
وهو الذي لا يكون ناتجا عن حالة طبية أخرى ويشمل الصداع النصفي وصداع التوتر والصداع العنقودي.
أما الفئة الثانية فهي الصداع الثانوي الذي يكون عرضا لمشكلة صحية أخرى مثل التهاب الجيوب الأنفية
أو إصابات الرأس أو حتى مشاكل أكثر خطورة مثل الأورام. يمثل الصداع الأولي حوالي 95% من الحالات
بينما يمثل الصداع الثانوي 5% فقط ولكن يتطلب اهتماما طبيا خاصا لتحديد السبب الأساسي وعلاجه (1, 2).
أنواع الصداع الأولي: فهم الأسباب والأعراض
صداع التوتر: أكثر أنواع الصداع انتشارا
يعد صداع التوتر أحد أكثر أنواع الصداع شيوعا وهو عادة ما يوصف بأنه ألم ضاغط أو مشدود حول الرأس
كأنه شريط يضغط على الجبهة أو جانبي الرأس أو مؤخرته.
قد يشعر المصاب به أيضا بألم في عضلات الرقبة والكتفين وفي بعض الأحيان يستمر هذا النوع من الألم
لساعات أو حتى أيام ولكن عادة ما يكون محتملا (2).
أعراض صداع التوتر
تتضمن أعراض صداع التوتر عادة ألما خفيفا إلى متوسط الشدة يكون مستمرا ولا يتفاقم بالنشاط البدني الروتيني. على عكس الصداع النصفي لا يصاحبه عادة غثيان أو قيء وقد تحدث حساسية طفيفة للضوء أو الصوت ولكنها ليست بارزة (1).
أسباب صداع التوتر
لا تزال الآلية الدقيقة وراء صداع التوتر غير مفهومة بالكامل ولكن يعتقد أن عوامل
مثل الإجهاد الذهني والقلق والاكتئاب ووضعية الجسم السيئة وإجهاد العين وقلة النوم أو التغيرات في أنماط النوم
يمكن أن تساهم في حدوثه. كما أن تقلصات عضلات الرقبة وفروة الرأس قد تلعب دورا أيضا على الرغم
من أن المصطلح الحديث يركز على "التوتر" كمفهوم أوسع يشمل العوامل النفسية والعضلية
ويعتقد بعض الباحثين الآن أن الأسباب الجذرية لصداع التوتر هي نفسها الأسباب الجذرية للصداع النصفي
مثل اختلالات السيروتونين وتغيرات الأوعية الدموية (1, 2).
طرق علاج صداع التوتر
تشمل طرق علاج صداع التوتر مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين أو الأسبرين. بالإضافة إلى ذلك تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل والتدليك يمكن أن تكون مفيدة. في الحالات المزمنة قد يصف الطبيب أدوية وقائية مثل بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بجرعات منخفضة
مع ضرورة تجنب الإفراط في استخدام المسكنات لتفادي صداع فرط الاستخدام وهو نوع من أنواع الصداع الذي قد ينشأ نتيجة لذلك (1, 2).
الصداع النصفي (الشقيقة) أحد أبرز أنواع الصداع
الصداع النصفي أو الشقيقة هو نوع شائع ومزعج من أنواع الصداع يتميز عادة بألم نابض متوسط إلى شديد غالبا ما يصيب جانبا واحدا من الرأس. يمكن أن يستمر الصداع النصفي من بضع ساعات إلى عدة أيام وقد يكون شديدا لدرجة تعيق الأنشطة اليومية وغالبا ما يكون موروثا (1).
أعراض الصداع النصفي
بالإضافة إلى الألم النابض تشمل أعراض الصداع النصفي الشائعة الغثيان والقيء والحساسية الشديدة للضوء (رهاب الضوء)
والصوت (رهاب الصوت) وأحيانا الروائح. بعض الأشخاص يعانون من "هالة" أو "أورة" (Aura) قبل أو أثناء الصداع النصفي
وهي اضطرابات بصرية مثل رؤية ومضات ضوئية أو خطوط متعرجة أو اضطرابات حسية
مثل التنميل أو الوخز في جانب واحد من الجسم تستمر عادة أقل من ساعة. من المهم معرفة أعراض هذا النوع من أنواع الصداع لتمييزه (1).
محفزات الصداع النصفي
تختلف محفزات الصداع النصفي من شخص لآخر ولكن من بين المحفزات الشائعة التغيرات الهرمونية لدى النساء (مثل تلك المرتبطة بالدورة الشهرية) والإجهاد والتغيرات في أنماط النوم أو تخطي وجبات الطعام وبعض الأطعمة والمشروبات مثل الجبن المعتق والشوكولاتة والكافيين وبعض المضافات الغذائية مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم. التغيرات المناخية والأضواء الساطعة والروائح القوية يمكن أن تكون محفزات أيضا (2).
خيارات علاج الصداع النصفي
يتضمن علاج الصداع النصفي شقين رئيسيين أولهما علاج النوبات الحادة (Abortive treatment) وثانيهما العلاج الوقائي (Preventive treatment). لعلاج النوبات الحادة تستخدم مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين وأدوية التريبتان التي تستهدف مسارات السيروتونين في الدماغ مثل السوماتريبتان والريزاتريبتان وهي فعالة جدا في وقف نوبات الصداع النصفي. في الحالات الشديدة قد تستخدم مضادات الغثيان والقيء أيضا. أما العلاج الوقائي فيهدف إلى تقليل تكرار وشدة النوبات ويشمل أدوية مثل حاصرات بيتا وبعض مضادات الاكتئاب وبعض مضادات الاختلاج وحقن البوتوكس للحالات المزمنة وتجنب المحفزات المعروفة وتعديل نمط الحياة (1).
الصداع العنقودي من أشد أنواع الصداع إيلاما
يعد الصداع العنقودي أحد أشد أنواع الصداع إيلاما وهو نوع نادر نسبيا يؤثر على الرجال أكثر من النساء بنسبة تصل إلى 3-4 أضعاف. يوصف بأنه ألم حارق أو خارق شديد جدا يتركز عادة في أو حول عين واحدة أو في منطقة الصدغ وقد ينتشر إلى مناطق أخرى من الوجه والرأس والرقبة (1).
خصائص الصداع العنقودي
يأتي الصداع العنقودي في دورات أو "عناقيد" تستمر لأسابيع أو أشهر تتخللها فترات هدوء قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات. خلال فترة العنقود تحدث النوبات عادة في نفس الوقت كل يوم وغالبا ما توقظ المريض من النوم ليلا. تستمر النوبة الواحدة عادة من 15 دقيقة إلى 3 ساعات ويصاحبها أعراض جانبية مميزة في نفس جانب الألم مثل احمرار العين وتدميعها واحتقان أو سيلان الأنف وتورم الجفن وتدليه (Ptosis) وتضيق حدقة العين (Miosis) وتعرق الوجه أو الجبهة. يشعر المرضى غالبا بالتململ وعدم القدرة على الاستلقاء أثناء النوبة. التعرف على هذه الخصائص مهم لتشخيص هذا النوع من أنواع الصداع (1).
العوامل المؤثرة في الصداع العنقودي
لا يزال السبب الدقيق للصداع العنقودي غير معروف ولكن يعتقد أنه ينطوي على خلل في منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) في الدماغ والتي تلعب دورا في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وهذا يفسر الطبيعة الدورية للنوبات. الكحول والنيتروجليسرين قد يحفزان النوبات خلال فترة العنقود ولكن ليس خلال فترات الهدوء (1).
استراتيجيات علاج الصداع العنقودي
يتطلب علاج الصداع العنقودي نهجا مزدوجا: علاج النوبات الحادة والعلاج الوقائي لمنع حدوثها خلال فترة العنقود. لعلاج النوبات الحادة يعتبر استنشاق الأكسجين النقي بنسبة 100% عبر قناع وجه غير قابل لإعادة التنفس لمدة 15-20 دقيقة فعالا جدا ويعد الخيار الأول. حقن السوماتريبتان تحت الجلد أو بخاخات السوماتريبتان أو الزولميتريبتان الأنفية فعالة أيضا وسريعة المفعول. أما العلاج الوقائي فيشمل أدوية مثل الفيراباميل (حاصر قنوات الكالسيوم) وهو الدواء المفضل وغالبا ما يبدأ بجرعات عالية تحت إشراف طبي دقيق مع مراقبة مخطط كهربية القلب. الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون يمكن استخدامها لفترة قصيرة في بداية فترة العنقود لتقليل الالتهاب وكسر دورة النوبات بسرعة ريثما تبدأ الأدوية الوقائية الأخرى في العمل. الليثيوم قد يكون خيارا في بعض الحالات المزمنة (1).
أنواع الصداع الثانوي: عندما يكون الصداع عرضا
صداع الجيوب الأنفية كأحد أنواع الصداع الثانوية
صداع الجيوب الأنفية هو نوع من أنواع الصداع ينتج عن التهاب وتورم الأغشية المبطنة للجيوب الأنفية وهي تجاويف مملوءة بالهواء موجودة في عظام الجمجمة حول الأنف والعينين والجبهة. عندما تلتهب هذه الجيوب يمكن أن يتجمع السائل بداخلها مسببا ضغطا وألما وهو من الأعراض التي يخلط الكثيرون بينها وبين الصداع النصفي (1).
الأعراض المرتبطة بصداع الجيوب الأنفية
يتميز صداع الجيوب الأنفية بألم أو ضغط عميق وثابت في منطقة الجيوب المصابة عادة في الجبهة أو الخدين أو بين العينين أو خلفها. غالبا ما يتفاقم هذا الألم عند الانحناء للأمام أو عند الاستيقاظ صباحا. قد يصاحبه أعراض أخرى مثل احتقان أو سيلان الأنف (إفرازات سميكة خضراء أو صفراء) وانسداد الأنف وضعف حاسة الشم وحمى خفيفة وتعب عام وألم في الأسنان العلوية وضغط في الأذن (1).
الأسباب الشائعة لصداع الجيوب الأنفية
السبب الأكثر شيوعا لصداع الجيوب الأنفية هو التهاب الجيوب الأنفية الحاد (Acute sinusitis) الناتج عادة عن عدوى فيروسية مثل نزلات البرد الشائعة أو عدوى بكتيرية ثانوية. يمكن أن تساهم الحساسية أو وجود سلائل أنفية (زوائد لحمية) أو انحراف الحاجز الأنفي في حدوث التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي يستمر لأكثر من 12 أسبوعا ويسبب صداعا متكررا (1).
العلاجات المتاحة لصداع الجيوب الأنفية
يعتمد علاج صداع الجيوب الأنفية على علاج السبب الأساسي. إذا كان السبب عدوى بكتيرية قد يصف الطبيب مضادات حيوية. يمكن استخدام مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم. مزيلات الاحتقان الأنفية (بخاخات أو أقراص) يمكن أن تساعد في تقليل التورم وتسهيل تصريف السوائل من الجيوب. بخاخات الستيرويد الأنفية الموصوفة طبيا قد تقلل الالتهاب في حالات التهاب الجيوب المزمن. الكمادات الدافئة على الوجه واستنشاق البخار وترطيب الهواء يمكن أن توفر بعض الراحة. في بعض الحالات قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح المشاكل الهيكلية في الأنف أو الجيوب الأنفية (1).
الصداع الناتج عن مشاكل في الرقبة (الصداع عنقي المنشأ)
الصداع عنقي المنشأ هو نوع ثانوي من أنواع الصداع حيث يكون الألم في الرأس ناتجا عن مشكلة أو اضطراب في عظام أو مفاصل أو عضلات أو أعصاب الرقبة العليا. ينتقل الألم من الرقبة إلى الرأس عبر مسارات عصبية مشتركة ويعاني المصابون به أحيانا من دوار وتصلب في الرقبة وألم ينتشر إلى الذراعين (1).
العلاقة بين الرقبة والصداع: فهم هذا النوع من أنواع الصداع
ترتبط الأعصاب الحسية للجزء العلوي من الرقبة (خاصة الفقرات C1 و C2 و C3) ارتباطا وثيقا بالعصب الثلاثي التوائم الذي ينقل الإحساس من الوجه والرأس. عندما تكون هناك مشكلة في هياكل الرقبة مثل التهاب المفاصل أو انزلاق غضروفي أو إجهاد عضلي فإن إشارات الألم الناتجة قد تفسر خطأ من قبل الدماغ على أنها قادمة من الرأس مما يؤدي إلى الشعور بالصداع. الوضعيات السيئة وإصابات الرقبة (مثل إصابات الالتواء المصع) والتوتر العضلي المزمن يمكن أن تساهم جميعها في هذا النوع من الصداع. يمكن أن يكون هذا النوع من أنواع الصداع محيرا للتشخيص (1).
طرق التشخيص والعلاج للصداع عنقي المنشأ
يشخص الصداع عنقي المنشأ بناء على التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني الذي قد يكشف عن ألم أو تيبس في الرقبة أو نطاق حركة محدود. قد يظهر الفحص تفاقم الصداع عند تحريك الرقبة أو الضغط على نقاط معينة فيها. في بعض الأحيان يمكن تأكيد التشخيص عن طريق حقن مخدر موضعي في هياكل الرقبة المشتبه بها فإذا اختفى الصداع فهذا يدعم التشخيص. يشمل العلاج عادة العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الرقبة وتحسين نطاق الحركة والوضعية وتقنيات تخفيف الألم مثل الكمادات الدافئة أو الباردة والتدليك وتمارين الإطالة. مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تكون مفيدة. في بعض الحالات قد تكون حقن الستيرويد الموضعية أو العلاج بتقويم العمود الفقري خيارات مطروحة (1).
الصداع الناتج عن الجفاف وقلة النوم ضمن أنواع الصداع المختلفة
يعد الصداع الناتج عن الجفاف وقلة النوم من أنواع الصداع الثانوية الشائعة التي يمكن تجنبها غالبا من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة مثل شرب كميات كافية من الماء والحفاظ على جدول نوم منتظم (2).
كيفية التعرف على الصداع الناتج عن الجفاف وقلة النوم
صداع الجفاف يحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من السوائل مما يؤدي إلى انكماش طفيف في الدماغ وابتعاده عن الجمجمة وهذا يسبب ضغطا على الأغشية المحيطة بالدماغ (السحايا) مما يؤدي إلى الألم. غالبا ما يكون الألم خفيفا إلى متوسط الشدة وقد يزداد سوءا مع الحركة. قد يصاحبه أعراض أخرى للجفاف مثل العطش وجفاف الفم والبول الداكن والدوخة والتعب. أما صداع قلة النوم فينتج عن عدم حصول الجسم على قسط كاف من النوم التصالحي مما يؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ بما في ذلك مستويات السيروتونين التي تلعب دورا في تنظيم الألم. يمكن أن يكون الألم مشابها لصداع التوتر أو حتى يحفز نوبات الصداع النصفي لدى الأشخاص المعرضين له. معرفة هذه العلامات تساعد في التعامل مع هذه الأنواع من الصداع (2).
نصائح للوقاية والعلاج من صداع الجفاف وقلة النوم
للوقاية من صداع الجفاف يجب شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم (حوالي 8 أكواب أو أكثر حسب النشاط والطقس) وتجنب الإفراط في تناول المشروبات التي تسبب الجفاف مثل الكافيين والكحول. عند حدوث صداع الجفاف فإن شرب الماء أو السوائل التي تحتوي على الكتروليتات يمكن أن يخفف الألم بسرعة. للوقاية من صداع قلة النوم يجب الحرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة والحفاظ على جدول نوم منتظم قدر الإمكان وتجنب المنبهات قبل النوم وتهيئة بيئة نوم مريحة ومظلمة وهادئة. إذا حدث الصداع نتيجة قلة النوم فإن الحصول على قسط من الراحة أو قيلولة قصيرة قد يساعد في تخفيفه (2).
متى يجب استشارة الطبيب بشأن أنواع الصداع؟
على الرغم من أن معظم أنواع الصداع ليست خطيرة إلا أن بعضها قد يكون علامة على حالة طبية تتطلب عناية فورية لذلك من المهم معرفة متى يكون الصداع مجرد إزعاج ومتى يستدعي القلق (1).
علامات الصداع الخطير: إشارات لا يجب تجاهلها عند التعامل مع أنواع الصداع
يجب استشارة الطبيب فورا إذا كان الصداع مفاجئا وشديدا جدا (يوصف أحيانا بأنه "أسوأ صداع في حياتك") أو إذا كان مصحوبا بأعراض مثل الحمى وتيبس الرقبة والارتباك وضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم وصعوبة في الكلام وتغيرات في الرؤية أو فقدان الوعي. كذلك يجب الانتباه إذا تغير نمط الصداع المعتاد بشكل كبير أو إذا بدأ الصداع لأول مرة بعد سن الخمسين أو إذا كان يتفاقم تدريجيا مع مرور الوقت ولا يستجيب للعلاجات المعتادة أو إذا كان مصحوبا بنوبات تشنجية أو ارتبط بإصابة في الرأس. يعرف الأطباء هذه العلامات بـ "الأعلام الحمراء" (Red Flags) التي تشير إلى ضرورة إجراء تقييم طبي عاجل لاستبعاد الأسباب الخطيرة مثل السكتة الدماغية أو التهاب السحايا أو نزيف الدماغ أو الأورام (1).
أهمية التشخيص المبكر في التعامل مع أنواع الصداع
حتى لو لم يكن الصداع خطيرا فإن التشخيص المبكر لنوع الصداع الأساسي يساعد في وضع خطة علاج فعالة وتحسين جودة الحياة. الطبيب يمكنه تحديد ما إذا كان الصداع أوليا أم ثانويا وتحديد نوعه بدقة ووصف العلاجات المناسبة وتوجيه المريض نحو تعديلات نمط الحياة التي قد تساعد في الوقاية منه. التشخيص المبكر للصداع الثانوي مهم بشكل خاص لعلاج الحالة الطبية الأساسية ومنع تفاقمها. لذا لا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من صداع متكرر أو شديد أو مقلق لتحديد أنواع الصداع التي تعاني منها والحصول على الرعاية المناسبة (1).
دور مجمع "رها" في تشخيص وعلاج أنواع الصداع
يقدم مجمع "رها" الطبي خدمات متكاملة لتشخيص وعلاج مختلف أنواع الصداع معتمدا على أحدث التقنيات وأفضل الخبرات الطبية. يهدف المجمع إلى توفير رعاية شاملة للمرضى تبدأ من التشخيص الدقيق وصولاً إلى وضع خطط علاجية مخصصة ومتابعة مستمرة لضمان أفضل النتائج وتحسين جودة حياة المرضى.
الفحوصات المتقدمة لتحديد نوع الصداع في مجمع رها
في مجمع "رها" يتم استخدام مجموعة واسعة من الفحوصات المتقدمة للمساعدة في تحديد أنواع الصداع وأسبابه بدقة. قد تشمل هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للدماغ، خاصة عند وجود علامات تحذيرية أو أعراض عصبية مرافقة لاستبعاد الأسباب الثانوية الخطيرة.
يمكن أيضاً إجراء فحوصات مخبرية منزلية لتحليل الدم وتقييم مستويات معينة أو كشف التهابات كامنة. ويتم تقييم التاريخ المرضي والأعراض بعناية لتوجيه اختيار الفحوصات المناسبة لكل حالة.
البرامج العلاجية المخصصة لكل نوع من أنواع الصداع
بناءً على التشخيص الدقيق لنوع الصداع وخصائصه، يتم في مجمع "رها" وضع برامج علاجية مخصصة لكل مريض. تشمل هذه البرامج خيارات دوائية لعلاج النوبات الحادة وأخرى للوقاية من تكرارها، مع مراعاة الحالة الصحية العامة للمريض والأدوية التي يتناولها.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يركز المجمع على تعديلات نمط الحياة والعلاجات غير الدوائية مثل العلاج الطبيعي المنزلي في حال كان الصداع عنقي المنشأ، وتقنيات الاسترخاء، واستشارات التغذية لتحديد وتجنب المحفزات الغذائية المحتملة. كما يتم تدريب أفراد الأسرة من خلال خدمة المرافق الطبي لتعزيز الرعاية المنزلية كجزء من العلاج الشامل.
الاستشارات الطبية المتخصصة والمتابعة المستمرة
يضم مجمع "رها" فريقاً من الأطباء المتخصصين في طب الأعصاب والأمراض الباطنية والطب العام والطوارئ، القادرين على تقديم استشارات دقيقة وشاملة للمرضى الذين يعانون من الصداع. يمكن الحصول على هذه الخدمات عبر زيارة طبيب للمنزل أو من خلال عيادة الأمراض الباطنية وعيادة الطب العام وعيادة الطوارئ.
بعد وضع خطة العلاج، يتم توفير متابعة مستمرة لتقييم فعالية العلاج وإجراء التعديلات اللازمة، بالإضافة إلى توفير ممرضة زيارة منزلية عند الحاجة. يؤمن المجمع بأهمية العلاقة بين الطبيب والمريض لتحقيق أفضل النتائج ويؤكد التزامه بتقديم رعاية صحية عالية الجودة.
المراجع والمصادر
(1) Headache: A Practical Manual. Edited by David Kernick and Peter J. Goadsby, on behalf of the British Association for the Study of Headache. Oxford University Press, 2009. (ISBN: 978-0-19-923259-8)
(2) Headache Help: A Complete Guide to Understanding Headaches and the Medicines That Relieve Them. By Lawrence Robbins, M.D., and Susan S. Lang. Houghton Mifflin Company, 2000. (ISBN: 0-618-04436-1)