/>

دليلك لمتابعة نمو الجنين، منذ بداية الحمل وحتى الولادة

متابعة نمو الجنين

المقدمة: 

 

من أولى لحظات اكتشاف الحمل، تبدأ الأم في ترقب اللحظة التي ترى فيها جنينها مكتمل النمو وسليم الخلقة، وتظل تتساءل كل يوم، تُرى كم حجم جنيني اليوم؟ وهل اكتمل نمو أعضائه؟ ولا تجد الإجابة إلا خلال موعد متابعة نمو الجنين عند طبيب النساء والتوليد، وإما أن يطمئنها الطبيب أو يخبرها أن نمو الجنين ضعيف؛ فتتساءل كيف أزيد وزن جنيني وأحسن من تطوره؟

 

نفهم -جميعًا- في مركز رها الطبي، قلقك وخوفك على جنينك -عزيزتي الأم- ونؤمن بأهمية التوعية في طمأنتك؛ لذا قررنا أن نشاركك في هذا المقال كافة تفاصيل مراحل تطور الجنين بداية من أولى لحظات الحمل وحتى ولادته، وطرق متابعة نمو الجنين؛ فكوني معنا لنبدأ معًا رحلة أمومة ممتعة.



الموضوع:

متى يبدأ الحمل؟

 

يبدأ الحمل منذ بداية الإخصاب، أي التقاء البويضة بالحيوان المنوي، فيتكون الجنين، ومع ذلك يحسب الأطباء الحمل منذ أول يوم في آخر حيض؛ فيقدرون مدة الحمل بحوالي 40 أسبوعًا؛ مع أنك لم تكوني حاملًا في أول أسبوعين.

 

مراحل تطور الجنين

 

لمتابعة نمو الجنين يجب معرفة مراحل تطور الجنين الثلاثة، وهي:

 

  • المرحلة الأولى (المرحلة الجرثومية)

 

تُعرف بالإنجليزية (Germinal stage)، وهي أقصر مراحل تطور الجنين، تبدأ من الأسبوع الثاني في الحمل وحتى الأسبوع الثالث أو الرابع، وتبدأ منذ لحظة الإخصاب عندما يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة في قناة فالوب، فتخصب البويضة ويتكون الزيجوت.

 

بعد هذه اللحظة يبدأ الزيجوت رحلته إلى الرحم في مدة تصل إلى حوالي أسبوع، ينقسم خلالها عدة مرات، حتى يتكون هيكلان منفصلان؛ يصبح أحدهما الجنين (Embryo)، بينما يصبح الهيكل الآخر المشيمة التي تغذي الجنين، ثم ينغرس الجنين في جدار الرحم، ومنذ هذه اللحظة يبدأ إفراز هرمونات الحمل التي تدعم نمو الجنين، وتبدئين بعدها ملاحظة غياب الدورة الشهرية فتعرفين بحملك.

 

  • المرحلة الثانية (المرحلة الجنينية)

 

تُعرف بالإنجليزية (Embryonic stage)، وتبدأ من الأسبوع الرابع حتى نهاية الأسبوع الثامن، وهذه المرحلة هي أهم مراحل تطور الجنين؛ إذ يبدأ تكون أعضاء الجنين، مثل: الأنبوب العصبي (يتطور إلى المخ والحبل الشوكي فيما بعد) والرأس والعينين والفم والأطراف، وتتكون خلايا القلب، ويبدأ ظهور نبض الجنين بداية من الأسبوع الخامس أو السادس.

 

قد يكون الأسبوع الخامس أو السادس هو أول الأسابيع التي يمكن خلالها متابعة نمو الجنين، من خلال زيارة طبيب النساء والتوليد وسماع نبضات الجنين باستخدام جهاز الموجات الصوتية.

 

من المفرح أنه بحلول نهاية الأسبوع الثامن تقريبًا تكون أعضاء الجنين قد أخذت شكلها الطبيعي، ولكنه -مع الأسف- هو الوقت نفسه الذي يبدأ فيه غثيان الصباح (Morning sickness).

 

  • المرحلة الثالثة (المرحلة الجنينية المتطورة)

 

تُعرف بالإنجليزية (fetal stage)، وتبدأ من الأسبوع التاسع وحتى نهاية الحمل، ويستمر خلالها نمو أعضاء الجنين وتطوره، وتبدأ أجزاء أخرى في النمو، مثل: الأظافر والرموش والشعر، ويصبح الجنين قادرًا على تحريك أطرافه، ولكنك لن تشعري بركلاته قبل الأسبوع العشرين.

 

يتحدد جنس الجنين بداية من الأسبوع التاسع، ولكن قد يكون من الصعب على الطبيب في هذا التوقيت معرفة جنس الجنين من خلال جهاز الموجات الصوتية (السونار).



العوامل المؤثرة على نمو الجنين وتطوره

 

قد يختلف معدل النمو من جنين لآخر، بناءً على العوامل الآتي:

 

  • جينات الأبوين.
  • قدرة المشيمة على توفير ما يلزم الجنين من عناصر غذائية. 
  • النظام الغذائي للأم.
  • العدوى في أثناء الحمل.
  • العيوب الخلقية في الحمل.
  • المشكلات الصحية عند الأم، مثل: ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي وفقر الدم.
  • التدخين أو تناول المشروبات الكحولية.
  • انخفاض وزن الأم ولا سيما إذا كان أقل من 50 كيلو جرام.

 

لذا إذا كانت الأم تعاني أي مشكلة صحية، يُنصح بمتابعة نمو الجنين بأشعة الموجات فوق الصوتية ( السونار) باستمرار عند طبيب النساء والتوليد.

 

الفحوصات الطبية ودورها في تقييم صحة الجنين

 

هناك عدد كبير من الفحوصات لمتابعة نمو الجنين والكشف عن المشكلات الجينية والتشوهات الخلقية، ومن أمثلة هذه الفحوصات، ما يلي:

 

  • اختبار الألفا فيتوبروتين (AFP)، وهو اختبار مهم للكشف عن التشوهات.
  • بزل السلى (Amniocentesis)، ويهدف للكشف عن التشوهات، مثل: متلازمة داون والسنسنة المشقوقة، وهي الحالة التي لا يتكون فيها العمود الفقري والحبل الشوكي بشكل صحيح.
  • أخذ عينة من الزغابات المشيمية (Chorionic villus sampling)، من خلال إدخال أنبوب دقيق إلى الرحم للكشف عن التشوهات.
  • أخذ عينة من دم الحبل السري.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)، وهو الفحص الأشهر والأكثر تكرارًا طوال مدة الحمل، سواء كان عن طريق البطن أو المهبل، ويهدف لمتابعة نمو الجنين، وتحديد موعد الولادة المتوقع، وأصبح هناك سونار ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد يساعد على رؤية الطفل والكشف عن التشوهات ومشكلات العظام وعيوب الأنبوب العصبي.

 

نصائح لضمان نمو صحي وتطور سليم للجنين

 

إليك أهم النصائح حتى تمر جميع مراحل تطور الجنين بأمان:

 

  • يجب تناول ما لا يقل عن 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا ولا سيما في الشهور الثلاثة الأولى؛ لتقليل خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي، التي تسبب مشكلات بالمخ والنخاع الشوكي للجنين.
  • يجب تناول الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين ب12 والحديد ولا سيما في حالات فقر الدم بسبب الحديد؛ لتجنب الولادة المبكرة أو ضعف وزن الجنين.
  • يحذر تناول المشروبات الكحولية أو التدخين.
  • يجب تجنب تناول الأدوية دون وصفة طبية؛ لتجنب حدوث التشوهات.
  • يحذر التعرض للمبيدات الحشرية، والكيماويات، والإشعاع.
  • يجب اتباع نظام صحي متوازن من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • يُحذر تناول الأطعمة النيئة، سواء الأسماك أو اللحوم.
  • يحذر الإكثار من الكافيين، ويسمح بتناول كوب واحد من القهوة أو الشاي بما لا يزيد عن 200 ملليجرام من الكافيين في اليوم؛ مع الأخذ بعين الاختبار أن أغلب أنواع الشيكولاتة قد تحتوي على كافيين.
  • يُنصح بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري طوال مدة الحمل؛ للكشف عن أي مشكلات قد تحدث بسبب التغيرات الهرمونية.
  • يُنصح بمحاولة تجنب العدوى وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة.
  • يجب الحفاظ على الوزن الصحي.

 

الخاتمة:

 

وختامًا -عزيزتي الأم- ليس هناك ما هو أمتع من رحلة الحمل؛ فحاولي الاستمتاع بكل تفاصيلها. يمكنك متابعة نمو الجنين والاطمئنان على صحتك وسماع نبضات الجنين وتقييم حالته باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية (السونار)، من خلال حجز موعد مع أمهر أطباء النساء والتوليد في مجمع رها الطبي. تقدم العيادة إمكانية الاكتشاف المبكر للعيوب الخلقية للجنين، والمتابعة الخاصة للحمل عالي الخطورة؛ بالإضافة إلى إجراء العمليات القيصرية، مع فريق من الأطباء والممرضات الذين يسعون لرعايتك يلتزمون بمعايير الجودة ومكافحة العدوى.




المصادر:





الأسئلة الشائعة

أو قد تتساءل بعض الأمهات أيضًا "كيف أعرف أن نمو الجنين ضعيف؟" يكون نمو الجنين غير طبيعي؛ إذا كان وزنه أقل من المعدل الطبيعي لعمر الحمل بالأسابيع، ويظهر ذلك  في أثناء زيارتك لمتابعة نمو الجنين من خلال الفحص بجهاز السونار أو الدوبلر.

يُعرف بالإنجليزية (fetal growth scan)، وهو فحص بالسونار يهدف لتقييم حجم الطفل وحجم السائل الأمنيوسي المحيط به.

يستمر نمو الجنين حتى الشهر التاسع من الحمل؛ إذ يكتمل نمو أعضائه، بينما تكون الرئتان قد قاربت على اكتمال النمو؛ لذا قد يعطي طبيب النساء والتوليد الأم حقن الكورتيزون التي تساعد على اكتمال نمو رئة الجنين؛ استعدادًا للولادة.